البيت العربي
مِنْ سِحْرِ طَرْفِكِ أمْ من جِيدِكِ الحَالِي
عدد ابيات القصيدة:53
مِـنْ سِـحْرِ طَرْفِكِ أمْ من جِيدِكِ الحَالِي
قَــدْ حِــرْتُ مَــا بَــيْـنَ نَـظَّاـم وَغَـزَّالِ
يَـا حَـبَّذَا فِـي الهَـوَى وَجْـدٌ أكَـابِدُهُ
مِنْ جَوْهَرِ الثَّغْرِ أوْ مِنْ عَنْبَرِ الخَالِ
رُوحِــي فِــدَاؤُكِ مِــنْ بَــدْر مَــحَـاسِـنُهُ
قَـدْ نَـاسَـبَـتْ بَـيْـنَ أسْـمَـاء وَأفْـعَـالِ
أهْـلَكْـتَ قَـلْبِـي بِأنْوَاعِ الغَرَامِ وَقَدْ
مَـلَكْـتَهُ فَـارْعَ حِـفْظَ المَالِ يَا مَالِي
كَـحَّلـْتَ عَـيْـنِـي بِـلَيْلِ السُّهْدِ فَاتَّصَلَتْ
مَـسَـافَـةُ البُـعْـدِ يَـا عَـيْـنِي بِأمْيَالِ
رُحْـمَـاكَ رُحْـمَـاكَ بِالصَّبّ الكثيبِ فَكَمْ
لَهُ بِــــصَـــدّكَ مِـــنْ أهْـــوَالِ أهْـــوَالِ
مَـا ضَـرَّ نَـاظِـرُ جَـفْـنَـيْـكَ التِي كُسِرَتْ
أنْ لَوْ غَداً نَاظِراً بِالخَيْرِ في حَالِي
أفْـدِيـهِ مِنْ نَاظِرٍ مَاضِي الوِلاَيَةِ بَلْ
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ مِنْ ذَا النَّاظِرِ الوَالِي
ظَــبْــيٌ بِـمَـبْـسَـمِهِ الزَّاهِـي وَمَـعْـطَـفِهِ
جَــانَـسْـتُ مَـا بَـيْـنَ مَـعْـسُـول وَعَـسَّاـلِ
مُـكَـمَّلـُ الحُـسْـنِ مَـا لاَحَـتْ مَـحَـاسِـنُهُ
إلاَّ انْـجَـلَى لَيْـلُ إشْـكَـال بِـأشْـكَـالِ
مَـنْ لِي بِه أهْـيَـفٌ سَـاجِي اللِّحَاظِ لَهُ
مَــيْــلٌ وَلَكِــنْ إلى تَــسْــوِيـفِ آمَـالِي
نَــادَيْــتُهُ يَــا غَـزَالاً جَـلَّ عَـنْ شَـبَه
مَـا كُـفْـءُ جِـيـدِكَ إلاَّ عِـقْـدُ أغْـزَالِي
أخْـلَصْـتُ حَـبِّيـ لَهُ مِـنْ بَـعْـدِ مَـعْرِفَتِي
بِــــأنَّ حَــــظِّيـــَ مِـــنْهُ حَـــظُّ إقْـــلاَلِ
وَعَــاذِل رَامَ يُــسْــلِيــنِــي فَـقُـلْتُ لَهُ
مَـا عَـذْلُ مِـثْـلِكَ يُـسْـلَى عَنْهُ أمْثَالِي
إنَّ المَـــحَـــبَّةـــَ لِلأهْـــوَاءِ قَــائِدَةٌ
وَلِلْهَــــوَى خَــــطَــــرَاتٌ ذَاتُ إرْقَــــالِ
صُــمَّتــْ عَـنِ العَـذْلِ آذَانِـي بِهِ فَـلِذَا
قَــدْ أرْغَــم اللَّهُ فِـيـهِ أنْـفَ عُـذَّالِي
لَيْـتَ الثُّغـُورَ جَلَتْ بَرْقاً لَهُمْ فَرَأوْا
سَــحَــابَ دَمْــع عَــلَى الخَـدَّيْـنِ هَـطَّاـلِ
حَـسْـبِـي وَحَـسْبِي الهَوَى أنِّي فَنَيْتُ به
أرْجُــو البَــقَــاءَ بِــأوْجَـاع وَأوْجَـالِ
آيَــاتُ أوْصَــافِهِ أمْ خَــمْــرُ رِيَــقــتِهِ
تُــتَــلَى عَــلَّي بِــألْحَــان وَتُـجْـلَى لِي
أمْ مِــنْ رَحِــيــقِ رُضَــاب ألْعَــسٍ شَـبِـمٍ
تُـمْـلاَ كُـؤُوسِـي بِـرَاحَـاتٍ وَتُـسْـقَى لِي
أذَابَ جِـسْـمِـي بِـنَـارِ الهَـجْرِ ثُمَّ قَلَى
قَـلْبِـي وَقَـالَ نَـعَـمْ هَـذَا هُوَ القَالِي
وَرَامَ يَـشْـرِي بِـغَـالِي الهَجْرِ أنْفُسَنَا
رُخْـصـاً فَأشْرَى رَخِيصَ النَّفْسِ بِالغَالِي
قَـدْ ضِـعْـتُ فِـي حُـبِّهـِ لَمَّاـ مَـلأتُ حَشَا
قَـلْبِـي بِـأوْصَـابِهِ يَـا ضَـيْـعَـةَ الْمَالِ
إنْ كُـنْـتَ تَـقْـضِي بِمُرّ الصَّدَ يَا أمَلِي
فَـشَـاهِـدُ الحُـسْـنِ بِـالإحْسَانِ حَلَّى لِي
أوْ كَـانَ لِي أمَـلٌ بِـالصَّبـْرِ عَنْكَ فَلاَ
بُــلِّغْـتُ مِـنْ نِـعَـمِ المَـسْـعُـودِ آمَـالِي
المَــانِـحُ الجُـودَ لاَ رَدْعـاً لِسَـائِلِهِ
المَـانِـعُ الجَـارَ لاَ خَـوْفـاً لأقْـيَالِ
مَــا خَـالَفَـتْهُ بُـدُورُ التَّمـّ فِـي شَـبَهٍ
إلاّ لِتَـقْـصِـيـرهَـا عَـنْ مَجْدِهِ العالِي
طَــوْدُ المــكَــارِمِ جَــلَّى كُــلَّ دَاجِـيـةٍ
بِــعَــزْمَــةٍ أرْغَــمَــتْ آنَــافَ أشَــكَــالِ
لَيْــثٌ إذَا أمْــطَــرَتْ مَـوْتـاً قَـوَاضِـبُهُ
حَـسِـبْـتَهَـا سُـحُـبـاً سَـحَّتـْ عَـلَى الضَّالِ
مُـبَـرْقِعُ الخَيْلِ بِالبِيضِ الحِدَادِ إذَا
هَــاجَ الهِــيَــاجُ بــاطــلاب وَأبْـطَـالِ
وَمُـصْـدِرُ البِـيـضِ حُـمْـراً مِـنْ دِمَـائِهمُ
وَجــاعِــلُ الهَــامِ أغْــمَـاداً لأوْصَـالِ
أسْـمَـى حُـرُوفِ المَـعَـانِـي فِيهِ وَاضِحَةٌ
وَكُــــلُّ عَـــالٍ سِـــوَاهُ حَـــرْفُ إعْـــلاَلِ
صَـــحَّتـــْ وِلاَيَـــةُ أقْـــلاَمٍ بِــرَاحَــتِهِ
فَـــقَـــسَّمـــَتْ بَـــيْـــنَ أرْزَاقٍ وَآجَـــالِ
قَــامَــتْ بِـشُـكْـرِ وَلِلْبَـارِي بِهِ سَـجَـدَتْ
تُــلاَزِمُ الخَــمْــسَ أفْـضَـالاً لأفْـضَـالِ
يَـا قُـلْ لِحَـاسِـدِهِ المَغْرُورِ مُتْ كَمَداً
ذَاكَ الجَــنَــابُ فَـلاَ يُـصْـدَعْ بِـزَلْزَالِ
كَهْـفٌ تَـعَـالَى عَـلَى العَـلْيَـاء مَجْلِسُهُ
فَـكَـاتَـبَـتْهُ العُلاَ بِالْمَجْلِسِ العَالِي
لَوْ طَاوَلَتْهُ النُّجُومُ الزُّهْرُ مَا بَلَغَتْ
مِـنْ نَـسْـرِ عَـلْيَـاهُ إلاَّ تُـرْبَ أنْـعَـالِ
كَــــافٍ لِكُـــلّ مُـــلِمّ لاَ يَـــقُـــومُ بِهِ
إلاَّ بِــغَــيْــثِ نَــدَاهُ عِــنْــدَ إمْـحَـالِ
وَنَــاصِــرٌ ثَــرْوَتِــي حَــتَّى تَــغَــلَّبَهَــا
أخُــو اللَّيــالَي عَـلَى عِـسْـرٍ وَإقْـلاَلِ
لَمْ أجْـرِ غَـايَـةَ فِـكْـرِي فِـيهِ في صِفَةٍ
إلاَّ وَجَــدْتُ مَــدَاهَــا غَــايَـةَ القَـالِ
يَـابْـنَ الكِرَامِ الذِي قَامَتْ مَكَارِمُهُمْ
هَـلْ أنْـتَ مُـصْـغٍ لِمَـا تُـلْقِيهِ أقْوَالِي
مَـا أنْـتَ إلاَّ إمَامُ المَجْدِ قَدْ عُقِدَتْ
عَـــلَيْـــكَ آرَاءُ إجْـــمَـــاعٍ وَإجْــمَــالِ
كَــأنَّ أهْـلَ العُـلاَ جِـسْـمٌ وَأنْـتَ لَهُـمْ
هَــامٌ يُــتَـوَّجُ فِـي العَـلْيَـا بِـإجْـلاَلِ
إنْ كُنْتَ فِي الوَقْتِ قَدْ وَافَيْتَ آخِرَهُمْ
فَــإنَّكــَ البَـدْرُ وَافَـى عِـنْـدَ إكْـمَـالِ
لَمَّاـ وَزَنْـتُ بِـكَ الدُّنْـيَـا فَـمِلْتَ بِهَا
يَـا مُـنْـتَهَـى الجُودِ قَدْ حَقَقْتَ آمالِي
لَوْلاَ غَـمَـامُ نَـدَى أيْـدِيـكَ يُـمْـطِـرُنَا
لأصْـبَـحَ الجُـود فِـيـنَـا كَاسِفَ البَالِ
لأشْــــكُـــرَنَّكـــَ إنَّ الشُّكـــْرَ نَـــائِلُهُ
أبْـقَـى عَـلَى حَـالِهِ مِـنْ نَـائِلِ المَالِ
فَـارْقَ المَـعَـالِيَ مَـخْـدُومـاً بِـأرْبَـعَةٍ
عِـــزّ وَجَـــاهٍ وَإيـــثَـــارٍ وَإقْـــبَـــالِ
وَاسْـمَـعْ مُـنَـظَّمـَةَ الأسْـلاَكِ جَـوْهَـرُهَا
أزْرَتْ غَــرَابَــتُهُ بِـالعَـاطِـلِ الحَـالِي
حُـورِيَّةـٌ مِـنْ جِـنَـانِ الفِـكْرِ مَا عُرْفَتْ
فِــيــنَــا بِــنَــسْــبَــةِ خَــرَّاطٍ وَقَـفَّاـلِ
إنْ لمْ تَـكُـنْ صَنْعَةَ الأعْشَى فَصَانِعُهَا
يَــرْوِي عَــنِ ابْــنِ هــلاَلٍ صُــنــعَ لآَّلِ
فَـــدُمْ بِـــحَــمْــدٍ وَآلاَءٍ مَــلأتَ بِهَــا
جِهَــاتِــيَ السِّتــّ مِــنّ فَـضْـلٍ وَإفْـضَـالِ
كَالنَّجْمِ لاَ زِلْتَ بَلْ كَالبَدْرِ في شَرفٍ
نُـــوراً لِمُـــقْــتَــبِــسٍ رُشْــداً لِضُــلاَّلِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: شهاب الدين الخلوف
شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه.
زار القاهرة أكثر من مرة.
له (ديوان شعر - ط) (ومواهب البديع) و (جامع الأقوال في صيغ الأفعال) أرجوزة في الفرائض.
(وتحرير الميزان) في العروض، (ونظم المغني) في النحو، و(نظم التلخيص) في المعاني والبيان.