قصيدة كلماتي كلماتي للشاعر عباس محمود العقاد

البيت العربي

كلماتي كلماتي


عدد ابيات القصيدة:72


كلماتي كلماتي
كـــلمـــاتـــي كـــلمــاتــي
صــدق الوعــد فــهــاتــي
فـي كـنـوز مـنـهـما أيّـ
ي كـــنـــوز مـــغـــنــيــات
ســبَّحــت عـيـنـي ونـفـسـي
ويــــدي فــــي غــــمــــرات
عَــسْــجَــدًا بــارك حــسـنًـا
عَـــســـجـــديَّ البـــركــات
شــفــقــيًّاــ أو فـقـل إن
شـــئت فـــجــريَّ الســمــات
غـــضَّ جـــفــنــيــه حــيــاءً
مــن غــضــيــض النـظـرات
نــورنــا الليـلة مـصـبـا
ح وليــــد اللمــــحــــات
ثـــروة أنـــفــق مــنــهــا
لحـــيـــاتــي ومــمــاتــي
أين؟ لا بل ندع الدنـ
ـيــــا وراء الحـــجـــرات
تـصـقل الآفاق في الليـ
ل وتــــجــــلو النــــيِّرات
أيــن أمــلاكٌ عــلى أبـــ
ـراجــهــا المــطَّلــعـاتـ؟
اســـألي الأربـــاب عــنَّا
أو سـلي الصـمـت وهـاتي
كــلمـاتـي مـا تـقـوليــ
ـن إذن يـــا كـــلمــاتــي
غــــائب غــــافٍـــ، وصـــاحٍ
لحـــفـــيــف الهــمــســات
هـكـذا بـتـنـا رفـيـقـيـ
ـن لزيــــمَــــيْ لثـــمـــات
لا أرى الدنـيـا على نو
ر الليــالي الغــابــرات
ســكــرة تُــغــشــى وأخــرى
تــغــتــلي بــالصــحــوات
ولبــعــثـي يـوم أن تـبــ
ـعـث فـي الطِـرس وصـاتي
عــنــك أغـنـتـنـي كـنـوزي
وكــنــوزي مــهــمــلاتــي
يــمـلك العـودة مـن أحــ
ـيـا مـن الأرض الموات
مـرجـع الأمـر لمـن ضـمــْ
ـمَــت رجــائي وشــكــاتــي
غـيـر أنِّيـ لا أعـيد الـ
أمــــــس إلا بـــــصـــــلاة
كـــلمـــاتــي صــدق الصــم
ـت أجــل يــا كــلمــاتــي
لا يــبــوح الصــمــت إلَّا
درجـــــــــاتٍ درجـــــــــات
هـاتـهـا وافـرح بـإحـسا
نــي وراقــب حــســنــاتــي
كــلمــاتـي مـا أراك الـ
ـيـــوم إلا خـــاذلاتــي
هــكـذا يـا شـاعـري ألـ
ـهــمــنــي الصـمـت فـهـات
مــــــرة أو عــــــشــــــرات
وإذا اسْـــطَـــعــتِ مــئات
ارجــعــيــ، ثــم أعــيــدي
ثـــم عـــودي صــاغــيــات
قــال: ســامــوكِ عــسـيـرًا
فـي التـمـنِّيـ يا بناتي
بــاح لي الصــمــت ولكــن
فــــاتــــنـــي أيَّ فـــوات
ثـــم قـــالت فــي حــيــاء
كــالعــذارى الخَــفِــرَات
ســمــعــتْــنــي كــلمـاتـي
واســـتـــعــادت دعــواتــي
مـــا بـــدرسٍ واحـــد تـــو
فــيـن هـاتـيـك الصـفـات
وإذا مـــا طـــغــت الكــأ
س فــقــل فــي السـكـرات
وقُــــطــــيــــرات زمــــان
مــــلأت كــــأس حــــيــــاة
ربَّ آبــــــادٍ تـــــجـــــلَّت
مـــن كـــوىً مــخــتــلفــات
اســألي الأربــاب عـنـه
أو ســلي الصـمـت وهـاتـي
كــلمــاتــي أنـت فـي وا
دٍ مـــن التـــيــه شــتــات
هل يرى الدنيا امرؤ لم
يَـــرَ مـــنـــه قـــبــســاتِ
لا تــراه غــيــرُ عــيـنـي
وهــو مــلء الكــائنــات
لا مـــن الأرض ولا مـــن
دارة الأفــــــــــــلاك آت
مــا ضـيـاءٌ ثَـمَّ فـي الأف
ق وفـــي كـــلِّ الجـــهـــات
كــلمــاتــي مــا تــقــولي
ـن إذن يـــا كـــلمــاتــي
انــظــري يــا كــلمــاتــي
وأصـــيـــخــي فــي أنــاة
يـنـتـهـي شـأو الأحـاديـ
ـث إليــــــــــــه والرواة
أو سـلي الصـمت فكم صمـ
ـتٍ له عـــــلمُ ثِـــــقــــاتِ
فاسألي الأرباب عن تلـ
ـك المـعـانـي الخـالدات
مــن مــعــانٍ تــتــعــالى
عــــــن لســـــان ولَهـــــاة
أنــا أســتــأديـك مـا لم
تــــبـــلغـــيـــه بـــأداة
هـل مـعـيـنـي وحـيُك الصا
دقُ أو وحــــيُّ اللغــــات
وبــــــــه لاذ هــــــــداة
عــرفــوا وحــي النــجــاة
مـا نـعـيـمٌ يمنح الكفـْ
ـفَ غـــذاء المـــهـــجـــات
تــقــصــر الألبــاب عـنـه
وهــو بــعــض اللمــســات
فــي يــدي أدعــوه خـصـرًا
تـــــــارة أو زهـــــــرات
كـــالســـمــاوات تــراهــا
مــن شــبــاك الحــلَقــات
لحـــظـــة؟ لا بــل خــلود
لاح بـــيـــن اللحــظــات
ربَّ عــمـرٍ طـال بـالرفــ
ـعـــة لا بـــالســـنـــوات
لحــظــة تــرفــع عــمــري
حـــقـــبًـــا مـــتــصــلاتــ؟
لحــظــة تــمــنــح قـلبـي
كــلَّ هــاتــيــك الهــبــات
اسـألي الأربـاب عـنـها
أو ســلي الصـمـت وهـاتـي
كــلمــاتــي مـا تـقـوليــ
ـن إذن يـــا كـــلمــاتــي
فـــإذا جـــازت مـــداهـــا
لزمــت صــمــت الســبــات
تــســلس اليــقــظــة للوص
ـف وتُـــصـــغــي وتــؤاتــي
بــلغــت مــنــهــا مـداهـا
وارتــقــت مــرتــفــعــات
يـــقـــظــات تــلك لا بــل
تــلك غــيــر اليــقـظـات
نـــشـــوات تـــلك لا بـــل
تـــلك فـــوق النــشــوات
اســألي الأربــابَ عــنــه
أو سـلي الصـمـت وهـاتي
وفـؤادي مـا اسـم مـا في
ه إذن يـــا كـــلمـــاتـــي
فــي فــمـي أدعـوه ثـغـرًا
تـــــارة أو قـــــبــــلات
فـابـعـثـي الصـمـت إليها
فـــي خـــشـــوع وتـــقــاة
ربـــمـــا أعــطــتْ وإن لم
تــســألي يــا كــلمـاتـي
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

عباس بن محمود بن إبراهيم بن مصطفى العقاد: إمام في الأدب، مصري، من المكثرين كتابة وتصنيفاً مع الإبداع. أصله من دمياط، انتقل أسلافه إلى المحلة الكبرى، وكان أحدهم يعمل في "عقادة" الحرير. فعرف بالعقاد. وأقام أبوه "صرافا" في اسنا فتزوج بكردية من أسوان. وولد عباس في أسوان وتعلم في مدرستها الابتدائية. وشغف بالمطالعة. وسعى للرزق فكان موظفا بالسكة الحديدية وبوزارة الأوقاف بالقاهرة ثم معلما في بعض المدارس الأهلية. وانقطع إلى الكتابة في الصحف والتأليف، وأقبل الناس على ما ينشر. تعلم الإنكليزية في صباه وأجادها ثم ألم بالألمانية والفرنسية وظل اسمه لامعا مدة نصف قرن أخرج في خلالها من تصنيفه 83 كتاباً، في أنواع مختلفة من الأدب الرفيع، منها كتاب (عن الله) و (عبقرية محمد) و (عبقرية خالد) و (عبقرية عمر) و (عبقرية علي) و (عبقرية الصديق) و (رجعة إبي العلاء) و (الفصول) و (مراجعات في الأدب والفنون) و (ساعات بين الكتب) و (ابن الرومي) و (أبو نواس) و (سارة) و (سعد زغلول) و (المرأة في القرآن) و (هتلر) و (إبليس) و (مجمع الأحياء) و (الصديقة بنت الصديق) و (عرائس وشياطين) و (ما يقال عن الإسلام) و (التفكير فريضة اسلامية) و (أعاصير مغرب) و (المطالعات) و (الشذور) و (ديوان العقاد) وكلها مطبوعة متداولة. وصدر له بعد وفاته كتاب سماه ناشره (أنا بقلم عباس محمود) وكان من أعضاء المجامع العربية الثلاثة (دمشق والقاهرة وبغداد) شعره جيد. ولما برزت حركة التحلل من قواعد اللغة وأساليب الفصحى عمل على سحقها. وكان أجش الصوت، في قامته طول، نعت من أجله بالعملاق. توفي بالقاهرة ودفن بأسوان. (عن الأعلام للزركلي)
قلت أنا بيان: 
أصدر العقاد حتى سنة 1921م ثلاثة دواوين هي 
يقظة الصباح 1916
وهج الظهيرة 1917
وأشباح الأصيل 1921
ضم إليها 
ديواناً رابعاً هو أشجان الليل نشرها في عام 1928م في ديوان واحد باسم "ديوان العقاد".
وفي سنة 1933 أصدر ديوانين هما: وحي الأربعين وهدية الكروان 
وفي سنة 1937م أصدر ديوان عابر سبيل 
وفي سنة 1942م أصدر ديوانه أعاصير مغرب وكان عمره قد نيف على الخمسين.
 وبعد الأعاصير1950 
وما بعد البعد عام 1967م
وفي عام 1958 أصدر كتاب " ديوان من الدواوين" اختار منه باقة من قصائد الدواوين العشرة: 
يقظة الصباح 1916
ووهج الظهيرة 1917
وأشباح الأصيل 1921
وأشجان الليل1928
 وعابر سبيل1937
 ووحي الأربعين 1942
وهدية الكروان1933 
 وأعاصير المغرب1942
 وبعد الأعاصير1950 
وقصائد من ديوان : ما بعد البعد الذي نشر لاحقا عام 1967م
وجمع الأستاذ محمد محمود حمدان ما تفرق من شعر العقاد في الصحف ولم يرد في هذه الدواوين ونشرها بعنوان "المجهول المنسي من شعر العقاد" وسوف أقوم تباعا إن شاء الله بنشر كل هذه الدواوين في موسوعتنا