البيت العربي
دَرَسَ المَنا بِمُتالِعٍ فَأَبانِ
عدد ابيات القصيدة:35
دَرَسَ المَــنــا بِــمُـتـالِعٍ فَـأَبـانِ
وَتَـقـادَمَـت بِـالحُـبـسِ فَـالسـوبانِ
فَـنـعـافِ صـارَةَ فَـالقَـنانِ كَأَنَّها
زُبُــرٌ يُــرَجِّعــُهــا وَليــدُ يَــمــانِ
مُــتَــعَــوِّدٌ لَحِــنٌ يُــعــيــدُ بِـكَـفِّهِ
قَــلَمــاً عَــلى عُـسُـبٍ ذَبُـلنَ وَبـانِ
أَو مُـــســـلَمٌ عَــمِــلَت لَهُ عُــلوِيَّةٌ
رَصَــنَــت ظُهــورَ رَواجِــبٍ وَبَــنــانِ
لِلحَــنــظَــلِيَّةـِ أَصـبَـحَـت آيـاتُهـا
يَــبـرُقـنَ تَـحـتَ كَـنَهـبُـلِ الغُـلّانِ
خَـلَدَت وَلَم يَـخـلُد بِهـا مَن حَلَّها
وَتَــبَــدَّلَت خَــيـطـاً مِـنَ الأُحـدانِ
وَالخــاذِلاتُ مَـعَ الجَـآذِرِ خِـلفَـةً
وَالأُدمُ حــانِــيَــةٌ مَـعَ الغِـزلانِ
فَــصَــدَدتُ عَـن أَطـلالِهِـنَّ بِـجَـسـرَةٍ
عَـيـرانَـةٍ كَـالعَـقـرِ ذي البُنيانِ
فَــقَــدَرتُ لِلوَردِ المُــغَـلِّسِ غُـدوَةً
فَــوَرَدتُ قَــبــلَ تَــبَـيُّنـِ الأَلوانِ
سُــدُمـاً قَـديـمـاً عَهـدُهُ بِـأَنـيـسِهِ
مِــن بَــيـنِ أَصـفَـرَ نـاصِـعٍ وَدِفـانِ
فَهَــرَقــتُ أُذنِــبَــةً عَـلى مُـتَـثَـلِّمٍ
خَــلقٍ بِــمُــعــتَـدِلٍ مِـنَ الأَصـفـانِ
فَـتَـغَـمَّرَت نَـفـسـاً وَأَدرَكَ شَـأوُهـا
عُــصَـبَ القَـطـا يَهـويـنَ لِلأَذقـانِ
فَـثَـنَـيـتُ كَـفّـي وَالقُرابَ وَنُمرُقي
وَمَــكــانَهُــنَّ الكـورُ وَالنِـسـعـانِ
كَـسَـفـيـنَـةِ الهِـندِيِّ طابَقَ دَرءَها
بِــسَــقــائِفٍ مَــشــبــوحَــةٍ وَدِهــانِ
فَاِلتامَ طائِقُها القَديمُ فَأَصبَحَت
مــا إِن يُــقَــوِّمُ دَرءَهــا رِدفــانِ
فَـكَـأَنَّهـا هِـيَ يَـومَ غِـبِّ كَـلالِهـا
أَو أَســفَــعُ الخَــدَّيـنِ شـاةُ إِرانِ
حَـــرِجٌ إِلى أَرطـــاتِهِ وَتَــغَــيَّبــَت
عَــنــهُ كَــواكِــبُ لَيــلَةٍ مِــدجــانِ
يَـزَعُ الهَـيـامُ عَـنِ الثَرى وَيَمُدُّهُ
بُــطــحٌ تَهـايُـلُهُ عَـلى الكُـثـبـانِ
فَـتَـدارَكَ الإِشـراقُ بـاقِـيَ نَـفسِهِ
مُــتَــجَــرِّداً كَـالمـائِحِ العُـريـانِ
لَو كـانَ يَـزجُـرُهـا لَقَد سَنَحَت لَهُ
طَــيـرُ الشِـيـاحِ بِـغَـمـرَةٍ وَطِـعـانِ
فَــعــدا عَــلى حَــذَرٍ مُــوَرَّثُ عُــدَّةٍ
يَهــتَــزُّ فَــوقَ جَــبــيــنِهِ رُمـحـانِ
حَـــتّـــى أُشِــبَّ لَهُ ضِــراءُ مُــكَــلِّبٍ
يَــســعــى بِهِــنَّ أَقَـبُّ كَـالسِـرحـانِ
فَــحَــمــى مَـقـاتِـلَهُ وَذادَ بِـرَوقِهِ
حَـمـيَ المُـحـارِبِ عَـورَةَ الصُـحبانِ
شَـزَراً عَـلى نَبضِ القُلوبِ وَمُقدِماً
فَــكَــأَنَّمــا يَــخــتَــلُّهـا بِـسِـنـانِ
حَـتّـى اِنـجَـلَت عَـنـهُ عَمايَةُ نَفرِهِ
فَــكَــأَنَّ صَــرعــاهــا ظُـروفُ دِنـانِ
فَـاِجـتـازَ مُـنـقَـطَعَ الكَثيبِ كَأَنَّهُ
نِـصـعٌ جَـلَتـهُ الشَـمـسُ بَـعـدَ صِوانِ
يَـمـتَـلُّ مَـوفـوراً وَيَـمـشـي جانِباً
رَبِــذاً يُــسَـلّي حـاجَـةَ الخَـشـيـانِ
أَفَــذاكَ أَم صَــعــلٌ كَــأَنَّ عِـفـائَهُ
أَوزاعُ أَلقـــاءٍ عَـــلى أَغـــصـــانِ
يُـلقـي سَـقـيـطَ عِـفـائِهِ مُـتَقاصِراً
لِلشَــدِّ عــاقِــدَ مَــنــكِــبٍ وَجِــرانِ
صَـعـلٌ كَـسـافِـلَةِ القَـنـاةِ وَظـيفُهُ
وَكَــأَنَّ جُــؤجُــؤُهُ صَــفــيــحُ كِــرانِ
كَــلِفٌ بِــعـارِيَـةِ الوَظـيـفِ شِـمِـلَّةٍ
يَـمـشـي خِـلالَ الشَـريِ فـي خيطانِ
ظَــلَّت تَــتَـبَّعـ مِـن نِهـاءِ صَـعـائِدٍ
بَــيـنَ السَـليـلِ وَمَـدفَـعِ السُـلّانِ
سَـبَـداً مِنَ التَنّومِ يَخبِطُهُ النَدى
وَنَـوادِراً مِـن حَـنـظَـلِ الخُـطـبـانِ
حَــتّـى إِذا أَفِـدِ العَـشِـيُّ تَـرَوَّحـا
لِمَــبـيـتِ رِبـعِـيِّ النِـتـاجِ هَـجـانِ
طـــالَت إِقـــامَــتُهُ وَغَــيَّرَ عَهــدَهُ
رِهَـمُ الرَبـيـعِ بِـبُـرقَـةِ الكَبَوانِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: لَبيد بن ربيعة العامِري
أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية. من أهل عالية نجد. أدرك الإسلام، ووفد على النبي (صلى الله عليه وسلم).
يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. وترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً. وهو أحد أصحاب المعلقات