قصيدة إذا كنت إنسانا فكن خير إنسان للشاعر محيي الدين بن عربي

البيت العربي

إذا كنتَ إنسانا فكن خير إنسان


عدد ابيات القصيدة:18


إذا كنتَ إنسانا فكن خير إنسان
إذا كـنـتَ إنـسـانا فكن خير إنسان
فـإنَّ بـخـيـلَ القـومِ ليـس بِـمـحـسـانِ
ولا تـظـهـرن إن كـنـتَ تـمـلك سـترةً
إلى كــلِّ ذي عــيــن بـصـورة عُـريـانِ
وحـقِّقـ إذا مـا قـلتَ قولاً ولا تكن
تـخـلطُ صـدقَ القـولِ مـنـك بـبـهـتـانِ
ولا تــسـرعـن إن جـاءَ يـسـألُ سـائلٌ
ولا تـبـذرِ السمراء في أرض عُميان
وكــن ذا لســانٍ واحــد وهـو عـيـنـه
ولا تـك مـن قـومٍ بـفـهـيـم لسـانان
لســانٌ بــخــلقٍ وهــو عــضــو مــعـيـن
وليـس يـرى ذا العـضـو إلا لتبيان
ونــطــق بـحـقٍ فـهـو بـالصـدقِ نـاطـقٌ
تــقــسـم قـرآنـاً بـتـقـسـيـم فُـرقـان
فـيـبـدو لذاك القـسـم مـن كلِّ وجهةٍ
مـن العـالم الأدنـى إليـك طريقان
طــريـقُ شـكـورٍ أو كـفـورٍ ومـا هـمـا
فـريـقـان بـل هم بالتقاسيم فرقان
فإن كنت عند القسم بالأمر عالما
فــمــا ثـم فـرقـان بـوجـه ولا ثـان
فــمـا أنـت بـالتـوحـيـدِ مـتـحـد بـه
فــربـحـك خـسـرانٌ ونـقـصُـك رجـحـانـي
ولا تـدخـلنْ إنْ كـنـتَ طـالبَ حـكـمـةٍ
حـقـيـقـةُ مـا تـبـغـيـه كَـفَّةـُ مِـيزان
فــمــا وضــع المـيـزان إلا بـأرضـه
هـنـا وبأرض الحشر والشانُ كالشان
ومــا هــو مــطــلوبــي فــذلك خــارجٌ
عـن الحـدِّ والتـقـسـيـم فيه ببرهان
فــليــس وجــودُ الخــلقِِ إلا بـجـودِه
وجــودُ الإله الحــقّ ليـس بـمـيـزان
يــفــيـض الإله الحـقّ عـيـن عـطـائه
وتـقـبـله الأعـيـان مـن غير نقصان
فــمــا ثــم إلا كـامـلٌ فـي طـريـقـه
مـن أصـحـابِ أفـلاكٍ وأصـحـابِ أركان
بـهـذا قـد أعـطـى كـلُّ من كان خلقُه
كـمـا قـاله الرحـمـن فـي نـصِّ قـرآن
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود . له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و(فصوص الحكم ـ ط) و (مفاتيح الغيب - ط) و (التعريفات - ط) و (عنقاء مغرب - ط) تصوف، و (الاسرا إلى المقام الاسرى - خ) و(التوقيعات - خ) و(أيام الشان - خ) و (مشاهد الاسرارلقدسية - خ) و (إنشاء الدوائر - ط) و (الحق - خ) و (القطب والنقباء - خ) و (كنه ما لا بد للمريد منه - ط) و (الوعاء المختوم - خ) و (مراتب العلم الموهوب - خ) و (العظمة - خ) و (الإمام المبين - خ) و (مواقع النجوم ومطالع أهلة الاسرار والعلوم - ط) و (مرآة المعاني - خ) و (التجليات الالهية - خ) و (روح القدس - ط) و (درر السر الخفي - خ) و (الاحدية - خ) و (والانوار - ط) في أسرار الخلوة، و (شجرة الكون - ط) و (شجون المسجون - خ) منه نسخة متقنة في الرباط (293 أوقاف) و (فتح الذخائر والاغلاق شرح ترجمان الاشواق - ط) و (منهاج التراجم - خ) و (عقلة المستوفز - ط) و (مقام القربى - خ) و (شرح أسماء الله الحسنى - خ) و (شرح الالفاظ التي اصطلحت عليها الصوفية - خ) عندي، ومعه رسالتان من تأليفه أيضا، هما: (لبس الخرقة) و (حلية الابدال) وهذه في خمس ورقات أنشأها في الطائف، قال: (..استخرت الله في ليلة الاثنين الثاني عشر من جمادى الاولى سنة تسع وتسعين وخمسمائة، بمنزل آل مية بالطائف الخ) و (أوراد الايام والليالي - خ) و (اللمعة النورانية - خ) و (القربة - خ) و (شق الجيب - خ) و (التجليات - ط) و (الشواهد - خ) و (تحرير البيان في تقرير شعب الايمان - خ) و (مراتب التقوى - خ) و (الصحف الناموسية - خ) و (مئة حديث وواحد قدسية - خ) و (تصوير آدم على صورة الكمال - خ) و (فهرست مؤلفاته - خ) و (اليقين - خ) و (الاصول والضوابط - خ) و (تلقيح الاذهان - خ) و (الحجب - خ) و (مرآة العارفين - خ) و (المعول عليه - خ) و (التدبيرات الالهية في المملكة الانسانية - ط) و (الاربعون صحيفة من الاحاديث القدسية - ط). وكتب عنه كثيرون قدحا ومدحا، ولطه عبد الباقي سرور (محيي الدين ابن عربي - ط) في سيرته وفي مكتبة المتحف العراقي مجموعة من (رسائله) بخطه (انظر فهرسها، ص 11) وانظر أسماء مؤلفاته في مجلة المجمع العلمي العربي 30: 268، 395. (عن الأعلام للزركلي)
قال الإمام الذهبي: توفي في الثاني والعشرين من ربيع الآخر سنة 638 وقال غيره في شوال